الأربعاء، 19 أغسطس 2015

شمعةٌ، لو تشتعِل.

هنا، أنشر محاولتي الثانية في كتابة القصة القصيرة، آملة أن تكون للحروف ضجيجاً يستحق أن يُقرأ، و يستحق أن يصل..

https://drive.google.com/file/d/0B47A0pSNynPNNmN1WjNJYkJMRlk/view?usp=docslist_api

الأربعاء، 29 يوليو 2015

روايات اليوم، قتل للشجر.

مناشدة من قارئ إلى كتاب الروايات..

في زيارتي الأخيرة للمكتبة، وقفت أمام قسم الروايات، أو خلينا نقول، "قسم ضحايا الحب المذبوح "، الكل يعشق و يحب و يعاني من نفس المشاكل، و نفس الديباجة المملة، كل قصص الروايات باتت نسخاً و لصقاً عن بعضها،  و صارت أحداثها متوقعة مسبقاً، فأنت تسمّع النهاية التي حفظتها مسبقاً قبل وصولك إليها، أضحى الحب (و فقط الحب) معربداً على سوق القصص، حتى تخلى عن أهم عناصر الرواية ( التشويق و المفاجأة)، و الواقع من تلك القصة مذبوح مع هذا الحب، و صار مفهوم العشق ( بدو تعشيق)..!

و صار الناس يمارسون حرية الحب على الورق بعد أن حرّموه بأنفسهم، في حين أنه في الواقع ممنوع الحديث عنه، و هذا لأننا طبعاً لا نتكلم عن الحب إلا في تلك الروايات، نعيشه كل يوم إلا أننا نربطه بالخيال و الروايات! ( بالمناسبة ليش الحب عيب و حرام؟)..

حتماً ليس الحب و موضوعه المشكلة، (فهو من أسمى المواضيع التي تطرح في مجتمع يرغبه بقدر ما يخافه)،  المشكلة تكمن في الأفكار الهندية و التركية و النهايات المكررة، إذ أننا صرنا نشتاق لكاتب يقوم بوظيفته الأهم، ألا و هي خلق فكرة جديدة و حمل قضية للقارئ.. صارت الكتب و قصصها (غير الواقعية أو المكررة) حشيش المخ بعد أن كانت غذاءه..

و نقطة أخرى تجاهلها الكثير من الكتّاب، و هي أننا شعب لا يقرأ إلا بمناسبة تاريخية ( كأن يسألك أحدهم سؤالاً تراه صعباً فتجد ابن أبو حسام الغبي أجابه بسرعة لأنه قرأه)، و عندما تقرر قراءة الكتب، يقع بين يديك كتاب إما أن يجعلك تلعن سلسفيل الكتب و قارئيها و كاتبيها، أو أن تنجر مع خيال و وهم قصصها ناسياً لماذا تقرأ أصلا،  و في الحالتين،  الكتب المعاصرة تحتاج إلى أقرب حاوية، ثم إنها لا تعطيك فائدة تذكر، ينتهي مفعولها الوهمي بمجرد إغلاق ذاك الكتاب (خذ فلتغفري مثالاً).

و من هنا وقفة احتجاج من قارئٍ له على الكاتب حق، فأنا أدفع ثمن الكتاب من جيبي الحزين، أرجوكم اكتبوا ما عليكم أن تكتبوا، و لا تنسوا أنكم توجهون جيلاً قارئاً بما تكتبون، إن لم تحمل قصة الحب الهندي قضية، وفروا أوراقها لكتاب يستحق، و بيعوا فيها فلافل مثلاً ،  نحن سنستفيد و أنتم كذلك!!

الثلاثاء، 17 فبراير 2015

و ابتَعدَت..!

عندما يبدأ أحد يعني لك الكثير بالبعد عنك، أنت تفقد بصيرة عقلك الذي لن يَستوعب، و ينحصرَ على فكرة واحدة، " أريده أن يعود، لا تهم أسباب البعد كلها، أريد عودته و سأغفر فوراً ".
ثم تدرك بعد اعتيادك جفاءَه، أن له أسبابَه، نعم، له أسبابٌ لا تخصّك، جَعَلتكَ وحيداً رامياً ذنوب الكوكب على كاهلك، ببساطة، لأسبابٍ لا تخصّك، عندها تفكر، "هلّا قتلتُ أسبابَه لأعودَ له بعد اشتياق، ثم أقتله هو!".

سأتكلم عني أنا، فعندما رحلَت فجأة، تخبّطت غيرَ مصدّقٍ أن صفواً جَمَعَنا قد يُعكّره "بعدٌ أو جفا "!.
لكن بعد هدوء العاصفة بأحزانها و ظنونها و الشكوك، صرتُ أَوضَح، أختلقُ الأسباب، 
قد تكون واعيةً أنني ذنب، 
ربما وَعى" الصّح " فيها، أو وعَت فيها اختلافاتنا، و ما أكثرها!،
ربما ضغطٌ خارج جَبَرَها، أو أن الضغط فيها، ولم تسيطر عليه أيضاً،
ربما اختَصرَت الكثير بهذا البعد، فقد تكون نهايتنا فراق أيضاً.
رائع!
أنا أخلق التبريرات، أظنه جيداً لأنسى!!.

مهما اقتربنا، سيظل هذا عالقاً في نظرتي، بالرغم من الشوقِ في روحي و الفراغ الصارخ بعدَها، و حاجتي لكل ما اعتدتُه في ثنايا حواراتنا، فـَ لن أقترب، و إن اقتربَت هي، لن أقترب... على الأقل، سأحاول!!

لكن ، ربما هذا أفضل، ربما كنا منذ البداية، خطيئة!..

عُلا ❤.

الاثنين، 16 فبراير 2015

ماضٍ لا يموت.!


أنا كائن ذاكرتي ضعيفة جدآ، اليوم، و بشكلٍ غريبٍ لا أدريه، هبَّت رياح الزمان للذاكرة، أشياء فعَلتُها، قلتُها، دَعوتُ لها، حرّضتُ عليها و لها، و عقبها الندم، ماضٍ بعيد دفَنْتُه حياً لأجده اليوم نابض في نفس المكان، لم يمت، و إن ماتت ذكراه، أو لنقل، نامت!
عادةً، نقتل الخيباتِ فينا، نلعنها فينا كلّما كَثُرت،  أو نبشت ذاكرة النسيان، و لأننا سُذَّج، نقول أننا نسينا.
لم أعرف أن بيني وبين النسيان أغنية،  رائحة عتيقة،  أو حتى تذكار بسيط كنت قد دفنته مع الماضي في قلبي، و رميته مع المنسيّات في الصندوق، و رغم كلِّ محاولات قتله فيَّ إلا أنه لا يموت،  تذكرتُ حينها عبارة كتبتها قبل سنتين،  كلما راجعتها محاوِلةً تذكر المناسبة منها عجزتُ،  لكنني اليوم تذكّرتٌ المناسبة،  بل عِشتُها، و لو لم أكتبها في ذلك الوقت لكتبتها الآن، و الذكرى و المناسبة واحدة حين قلت :
لا يزال الماضي حياً في حاضري، و ماضي أنا لا يمضي.. لا يموت!..

الأربعاء، 11 فبراير 2015

كتبتُ و حسب.!

أمر الكتابة ليس سهلاً كما يظن البعض، لا يقتصر على خَطِّ حروفٍ و شَكِّها لإخراج فكرة و عرضها، أقصد، طبعاً هذه وظيفة الكتابة، لكن الصعب هو توقيت شكّها،  لا تنتظر من أحدهم أن يكتب لمجرد أنك طلبت، الأمر أصعب من طلبك و تنفيذه!
.
مؤخراً شعرتُ بما أسميه (بكآبة الكتابة) تصيبني هذه الحالة لسبب من اثنين، إما أنني أصبّ كآبتي في موسم حزني و شغفي لإفراغه على سطور، أو أن تصيبني تلك السطور بالكآبة فأفضل التقليل منها، و حالياً، أظن أنني أعاني من الثانية، لم أعتد عليها قبل قراءة ما كتبه تشارلز بوكوفسكي في " هل تريد أن تصبح كاتباً"، لوهلة شعرتُ بأن حروف الكاتب تشير إليّ، و تأثيره هذا بحد ذاته عقبة، فالكاتب يثبت نجاحه إذا لخص تجربة قرائه بأسلوبه هو، و هو ما تمنيه عندما كنت أكتب، و أصبحت أخشى فشلي بهذا، و الخوف من الفشل قادني لكآبة الكتابة التي تصيبني.
.
أحياناً، نتعلق بفشلنا و نتشبث بسهولة الحياة فيه، عقبات أقل، راحة أكبر،  جهد أقل... و العمر الضائع أكبر مما يزيد الندم مستقبلاً، لكننا نحتاج هذا الشعور كل بين و بين، حتى نحب النجاح و نتعلق به أكثر،  فكما تقول نظرية البعد، كلما ابتعدت اشتقت أكثر، و أحببت أكثر..
مرّ وقت طويل منذ آخر مرة كتبتُ فيها، لكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، هذه المرة لم أملك عنواناً أو موضوعاً لما سأكتب، و ربما ظهر تأثري بكلام بوكوفسكي،  فأنا كتبت دون توقف، فقط، لحاجتي لكآبتي بأن أكتب.
على الهامش - لا أدري لماذا، و لا أجد لها علاقة بهذا الحديث- لكنني أشتاقك جداً...

الثلاثاء، 27 يناير 2015

أنتِ الوطن، و منكِ أتَّجِع!.

مهما كتبتَ للوطن من تعاريف، تبقى الصورة ناقصة حتى تُكمِلَها معالِمُه، عندما كتبت السطور التالية، حاولت إكمال المعاني هنا قدرَ استطاعتي، إلا أنها بحكم الطبيعة ناقصة. :
..
تَعَرّيتُ مؤخراً من كل تلقينٍ مدرسيّ أذكره، و من خطابات القادة الوطنيين، و حتى من تعريفات الوطن في معاجم اللغة، سلّمتُ كل حدود الكلمة في عقلي، أغلقته و قررتُ أن أُعيدها من جديد، لكن هذه المرة، لا أريد أن أحفظها، أردت الشعور بها...
.
أغمضت عيني مُسَلِّماً كلَّ رؤيةٍ تجعل هذه الأرض وطن، تناسيتُ صوته و رائحتهُ التي لم تجِد إلا اختراقي، و أَخَذَتني لِتجعل من كل الكوكب وطناً بمفهومه الذي لا أعرفه، فـَ علمتُ حينها أن الوطن أعمقَ و أكثرَ من أن يكون حدوداً لأرض و بحر و سماء، الوطن لا يعرف حدّ، ولا ينتهي عند بحر أو سماء، ولا يقف عند مصطلح الدولة، الوطن أعمق من أهم دولة! 
.
و في حساباتي للوطن - بأنه حدود لها نصيب من رسم الخريطة -، يكون الشعبُ هو الوطن، القادة فيه هم ممثلوا الوطن، أخطاؤهم باسم الوطن و لأجله، و بين انقساماتهم و مفاوضاتهم، يتلاشى الوطن، مما يجعل تعريفه على أساس الشعب ظالماً جدآ، فنحن أقل من أن نستحق وطنآ نهديه مفاوضات و انقسام، لذا اقتَدتُ أنه لا بد أن للوطن معنىً أعمق و أكبر، معنىً يستحق!. 
.
لكنني استَدللتُ على مرادفٍ يشمل كلَّ الوطن، أظنه الحنيّة، الوطن حيثُ تسعَد، حيث تكون آمناً راضياً، معطاءاً له بإخلاص لا ينتظر المقابل، لعلِمك أن المقابل وصلك مسبقاً بأن أواك و جعل منه وطنآ لك، فـ حضن أمك وطن، و غرفتك وطن، و كتابك وطن، و صديقك وطن، و في احتمال آخر، أرضك هي الوطن. 
.
لن أتردد باتخاذ فلسطين وطناً، رغم أن معانيها أبعد ما تكون عن الأمن أو الرضا، أو الراحة، و أحياناً تكون قاسية جداً، تضيقُ بصاحبها كلما زاد حبه أكثر، لكن برغم قسوتها يظل فينا المعطائين بإخلاص عارفين مسبقاً أن أكبر مقابل حصلنا عليه أن نكون فلسطينيين.
... 
فلسطين، يا وجعاً في الروح يشتدّ و يوجعنا، و برغم الوجع يسكننا، أما و الله ما بدَلتُكَ بكل الأوطان. 
...
عُلا أبوالرُّب.

الخميس، 15 يناير 2015

عِندَما تَذكَّرتُك..

كلِمةُ فِراق صعبة جداً، في إملائها و حَديثها و معناها الصّعب، كثيراً ما تكون حَليفةَ الحزن و الأوجاعِ،  ربما لهذا السبب، نكره الفراق، لأننا نكره أوجاعَنا..

يمرُّ اليوم سَنَتَين و ستة أيّام و سبعين جلسة بُكاء، على آخرِ وداعٍ، و أنتَ الأدرى بأنّه عادتُنا الموجعة التي نُحب، بِقدرِ الحزنِ لا ننسى أننا التقينا، و نُفضِّل تسميته بآخر اجتماع على نعته بالوداع، نحن أَحِبّةٌ قنوعينَ يا صديقي! ..

قررتُ أن أكتب لكَـ اليوم بعد مواقفَ كثيرة تَذكُرُ الفِراق كان آخِرُها البارِحة، حين بَكى صَديقي على كَتفي شوقاً لحَبيبته، و أَخَذَ يَشكي ظُلمَ الأيام التي سَتُبعِدُهُم سَبعةَ أَشهرٍ قبل أن يَتمكن من التَّقَدُّمِ لها.. كانَ مُنهاراً، و حَمَلَ من الحزنِ ما يكسر الظَّهرَ سنة..
و أنا بَعدَ تجرُبَتي مع البُعد، صرتُ أفهمُ أن حرقةَ البكاء في اليوم الأول هي الأعظم، لأننا حينها لا نحزن من لَحظة الفِراق بقَدر خَوفِنا من فِكرةِ الاعتِياد، و مُعايَشة الأيَّام دون وَصل..

قال لي أن عَزاءَهم في البعد قربُ المَدينتَين، أَلقَتني كلماتُه في مُقارنةٍ أدري ضَعفَ جَبهتي لاحتِمالِها، ضَحِكتُ في نفسي حتى لمعت دمعتي، فهو يبكي فراقاً أدناه لقاء، و أنا بحالٍ تكاد تعتادُ الموت من بعدٍ لقاؤه أبعد من الدنيا و وصلها، هو يبكي بُعدَ المسافة، و أنا أُغمضُ عينيّ خوفاً من إيقان حقيقة اختفاء المسافة بيننا، و التي أعيش على وهمِ وجودِها أملاً لِروحي التي قد لا تحتمِلُ التفكير بأنه وهم، هو قد يَصِلها بقطارٍ عابِر، أما أنا فَطريقي لكَـ سَراب.. لا مقارنة، جَبهَتي فعلاً لا تحتمل!

أُفكِّر بكَـ في كلِّ تفصيلٍ يمرُّ على يومي، و عقلي لم يقتنع بعد، أنني سأنسى يوماً ما، و أعتادَ..

إيجادُ حب آخر أسهل ألفَ مَرة من إيجاد صديقٍ يعني الحبّ، و يمثل لك كل العلاقات التي تجمع الإنسان، و بَعدَ أن فَقدتُكَـ غِبتُ عن كل الحقائق، و أتغيَّبُ عن حقيقةٍ واضحة، أنك أنت لم تعد في هذا العالم، وصولك، لقاؤك، ضحكتك التي تستفزني، نظرتك التي تَستَغبيني، حُزنُكَ الذي تَملؤني به مُرغماً، و تُرغِمُي على إشباعكَ حزناً على أوجاعي، كلّه باتَ خيالاً لا أراهُ إلا في عالَمِنا الذي صَنَعتُه عندما غابت حَقيقتُك، حقيقتكَ التي أفتقِدُها بِشدة..!

و أخيراً، كعادتي بعد كلِّ صفحةٍ أذكرُكَ فيها، أتمنى أن تكون بخير، و أحتَسِبُكَ عند الله سعيداً..!

عُلا أبوالرُّب ❤


الجمعة، 9 يناير 2015

الزَّائرُ الأَخير..

لِلمَوتِ هيبة مُخيفةٌ،  تَصْطَفُّ الحُروفُ جَزِعةً خاشِعَةً مِن ذِكرِهِ، تَرتجِفُ خائِفةً مِن وُقوعِها حَولَ الكَلمة، تَنفِرُ من مَجلِسٍ يُذْكَرُ فيه، و أَستَحضِرُها لِواقعِ الكِتابةِ عنهُ مُجبَرة..

المَوتُ خاطفٌ مُميّزٌ غامِض، لا تَدري قُدومَه، و وَقتَما استَبعَدتَهُ اقتَربَ أكْثَر.. رُبّما هنا تَكمُن هَيبَتُه، في الذّكاءِ مثلما الغُموض..

أما نحن، فـَ لِأنَّنا نخافُهُ و نَعرفُ من يَكون،  نَحتاجُ صَفعةَ فَقْدٍ كَي تُعيدَنا لَه، تَماماً كـَ تلكَ التي تَقومُ بِها قِصَّة الرَّحيل المُفاجِئ لأَحَدِهِم، و إبعادِه بِصَمت، شَهيق أرواحِنا و خَوفُها حينَها من خِفَّةِ الرَّحيل، أو مِن أن يَكون آخِرَ لقاءٍ جَمَعَنا، هو الأخير للأبد.....

عادةً في الفِراق، قَد نَلتَقي مَهما صَعُبَت احتِمالاتُنا، لكنَّ فِراقَ المَوتِ صارِمُ النِّهاية، لا احتِمالَ غيرَ ما رَسَمَه هو، وداعٌ أخيرٌ و كَفى!!
لكن لا تَحزَن إن لم يكُن لَكَ نصيبٌ في الوداعِ الأخير، صَدِّقْني أنْتَ بِأَلف خَير، آخِرُ وداعٍ فيهِ ثِقلُ الذِّكرى المُوحِشِ كلِّه..و إن كُتِبَ لَكَ نَصيبٌ فيه، فاعلم أنَّكَ  قويّ جداً حتى اختارَك القَدَر له، صَدِّقني أنتَ أقوى مِمّا تَظُن، أقْوى بِشَهادَة القَدَر '!

...

عادةً، لِننسى أو لِنعتاد، نُواسي أَرْواحَنا بِأَن نَجعَلَ منَ الغُيّابِ حاضِرين، "هو لم يفارق، هو بيننا اليوم، في كل فرح و ترح يكونُ مَعَنا " ،.. أَكرهُ هذِه الفِكْرة جداً، نَظُنُّها تخَفِّف حِدّة الشُعور بالبُعدِ و الوَجَع ، لكنّها تَزيدُهُ بِحرقةٍ عَمياء، فـَ ما همَّني من ذِكرَياتِه و ذِكـْراه إن كانت روحُهُ في أَعالي السماء و جَسَدهُ تَحتَ آخرِ أَعْمَقِ أَرض؟!!.. و ما حاجَتي لِهذهِ الذِّكرى في حينِ أنّني لا أستَطيعُ سَماعَ صَوتِه أو رؤيَته باسِماً لي، أو أن أُحادِثَه كلما اشتَقتُه و أُمسِكَهُ كي لا يَرحَل، ما حاجَتي بِصورةٍ تَحكي نَفسَ النَّظَراتِ و الوَضعيَّةِ التي مللتُها، ما نَفْعُها و حَقيقَتُهُ سَراب!! .. حقاً، لطالما كان المَوتُ هو النهاية الأفجع، و الواقِعُ الأوجع، و الخاطف الأسرع، و الموعِدُ بَعدَ الأخير..!

..

لكنَّ أمرَ الرَّحيل و أحزانُ الفِراق لم تكُن يوماً حديثَ فِكرِ المُتأمِّلِ بِهذا الخاطِف الأقَرَبِ الأبْعَد، حيثُ أن الرّاحلَ هو الفِكرة، حالُه هو بَعدَ الرَّحيل !تُراهُ كَيفَ يَشعُر؟! فُضولُ ذرَّةٍ بشريةٍ مِنِّي يُنادي رَغبَتي بِأن أَعرِف.. أنا هنا بِألف حُزن، لكن كيف تكون حالُهُ هُوَ؟!، أتراه خائفٌ، أو سعيدٌ بما لَقي! علَّه استراح بهذا الرحيل، أو رَّبما تكونُ طريقُ الرَّحيلِ هذه شاقَّةً عليهِ أكثر!

...

... فِكرةُ العُمقِ المُظلمِ و الطَّمرِ الخانِقِ تُرعِب!!.. أو أظنُّهُ لا يَخْتَنِق، فَجِهازُهُ الذي يَخْتَنِق، و الذي يَخفِق و الذي يُقاوِم، كلُّها قد تَعطَّلت بشكلٍ استحقَّ التَّخلُّصَ منها، عُطلٌ أَخيرٌ لا مُصلِحَ له..!

...

المَوتُ نهايةٌ و رحيلْ، كم هو مريح أن ترحَلَ مُؤمناً صالِحاً، و كم هو رائعٌ الرَّحيلُ شَهيداً، طَريقُ السّعادةِ الأبَديَّة المَضمونُ أبداً، في الدُّنيا، و الآخِرة، و في هذا القَبرِ الذي لن يَكون مظلِماً كما باقي الحُفَر...
بالتفكير في الموت، كل البنود التي تَضْمَنُها و تَكْفَلُها الشَّهادة و الإيمان الخالِصِ تَجعَلُ مِنها الصَّفقَةَ الأَربَح.. " لا خَوِْفٌ عَلَيهِم وَلا هُمْ يَحْزَنونْ".. فَـ للمُفارِقين أَنْتَ بِخَير، و هُم أَكيدونَ أنك كَـذلك...! ...
اللهمَّ ارْزُقنا الثَّباتْ و حُسنَ الخاتِمة، و ادخِلنا الجَنَّةَ بِلا حِسابْ و لا سابِقِ عَذاب، و ارحَم مَوتانا فِي كلِّ مَكان..
...

عُلا أبوالرُّب


الثلاثاء، 6 يناير 2015

يا بردَ الشتاء، رفقاً بغزة..!

يا بردَ الشتاء، رفقاً بضَعفِ الخيام، بالجياع، بمن التحف بالسماء، كن لطيفاً بالأطفال النيام، كن لطيفاً بـ غزة..

حبيبتي يا غزة.. أنا عاجز، لا أستطيع ردَّ الشِّتاء أو أن آخُذَكِ منه حيثُ الشَّمسُ تَظلّ، لكنَّني أَملِكُ لكِ كُرهَ المطرِ و البَرد، و بعضُ الدُّموعِ و كثيرٌ مِنَ الدُّعاءِ ...

عُلا أبوالرُّب ...


الجمعة، 2 يناير 2015

لماذا نخاف الكلام؟

- لماذا نخاف الكلام !!

- لأن كل من نطق بكلمة، نَطقَته زخات رصاص..لأن كل من تكلم بالمُحرَْمات حُرِمَ الحياة.. نحن نخافُ الكلام حرصاً على الحياة..

- متى سَنَتَكلم إذاً..!، نُريدُ أن نَنطِق و نعيش.. ألا يجوز جمع الحياة و الكلام!!  أهناكَ حياةٌ دونَ كلامٍ بالله عليك!!..

- حياتُنا!، نحيا صامتين، و نهمِس بيننا أحياناً كي تَستمِر الحياة..

- كلمة حقٍّ عند سلطانٍ جائر، ألم يَقلْها دينُنا..مَن في الدنيا يمنَعُنا بعد ذلك.. أكونُ سلطانَ حقٍ في الدنيا و أميراً في الجنة.. الساكت يخسر الدنيا و الآخرة.. و التاريخ لا يكتب الجبناء، ولدنا أحرارا، لن نعيش عبيداً و نموتَ ساكتين..!!

- أجُننت!!! للجدران آذان تسمع..


-أفي الحقِّ عيبٌ على العقل؟! لستُ خائفاً أُذنَ الجِدار، و لن يُسكتَني بعد اليومِ إنسان.!!..


(آخرُ حديثٍ بيننا،  فاليومَ صديقي مقطوعُ اللسان )إن الوطن لا يُبقي طريقاً يُسجِّلُك في الخالدين..

...علا أبوالرُّب

جداً أفتقدُك..!

سمعتُ اليومَ من أحدهم أنه رآكِ،، لا! لم أحزن! بكيت قليلاً، قليلاً فقط، لأنني تذكرتُ سوء حظي الذي تعثر عندكِ أنتِ، عند ترتيباتِ لقائنا، عديمُ حظٍّ أنا، و كان ينقصني بعض الحظ..


كثيراً أحنّ، و أشتاقك جداً، أشتاقُ لقياك.. لا زالت روحي معلقة بكل حرف احتواه اسمك.. أغارُ عليكِ منهم، أغارُ من سعادَتِهم بكِ، أغار من كل ثغر باسم في وجهكِ، و من كل عين تراكِ..


ألمحك في كل الوجوه، في كل الابتسامات، مع كل إشارة قدر بالأمل و الحياة، بين كل سطر يبكيه قلم، عند كل مِقعد، حتى الزوايا حملَت في حناياها صورتَكِ، و أجزاء التفاصيل منكِ (أنتِ)، لِـ تنشركِ أمامي كلما مررتُ، كأن الأشياء اتفقت عليَّ، فتستَحضرَ الوجع الذي لا أنساه، و إن تناسيته..!
جداً أفتقدُك! ❤

...
علا ابوالرب