هنا، أنشر محاولتي الثانية في كتابة القصة القصيرة، آملة أن تكون للحروف ضجيجاً يستحق أن يُقرأ، و يستحق أن يصل..
https://drive.google.com/file/d/0B47A0pSNynPNNmN1WjNJYkJMRlk/view?usp=docslist_api
هنا، أنشر محاولتي الثانية في كتابة القصة القصيرة، آملة أن تكون للحروف ضجيجاً يستحق أن يُقرأ، و يستحق أن يصل..
https://drive.google.com/file/d/0B47A0pSNynPNNmN1WjNJYkJMRlk/view?usp=docslist_api
مناشدة من قارئ إلى كتاب الروايات..
في زيارتي الأخيرة للمكتبة، وقفت أمام قسم الروايات، أو خلينا نقول، "قسم ضحايا الحب المذبوح "، الكل يعشق و يحب و يعاني من نفس المشاكل، و نفس الديباجة المملة، كل قصص الروايات باتت نسخاً و لصقاً عن بعضها، و صارت أحداثها متوقعة مسبقاً، فأنت تسمّع النهاية التي حفظتها مسبقاً قبل وصولك إليها، أضحى الحب (و فقط الحب) معربداً على سوق القصص، حتى تخلى عن أهم عناصر الرواية ( التشويق و المفاجأة)، و الواقع من تلك القصة مذبوح مع هذا الحب، و صار مفهوم العشق ( بدو تعشيق)..!
و صار الناس يمارسون حرية الحب على الورق بعد أن حرّموه بأنفسهم، في حين أنه في الواقع ممنوع الحديث عنه، و هذا لأننا طبعاً لا نتكلم عن الحب إلا في تلك الروايات، نعيشه كل يوم إلا أننا نربطه بالخيال و الروايات! ( بالمناسبة ليش الحب عيب و حرام؟)..
حتماً ليس الحب و موضوعه المشكلة، (فهو من أسمى المواضيع التي تطرح في مجتمع يرغبه بقدر ما يخافه)، المشكلة تكمن في الأفكار الهندية و التركية و النهايات المكررة، إذ أننا صرنا نشتاق لكاتب يقوم بوظيفته الأهم، ألا و هي خلق فكرة جديدة و حمل قضية للقارئ.. صارت الكتب و قصصها (غير الواقعية أو المكررة) حشيش المخ بعد أن كانت غذاءه..
و نقطة أخرى تجاهلها الكثير من الكتّاب، و هي أننا شعب لا يقرأ إلا بمناسبة تاريخية ( كأن يسألك أحدهم سؤالاً تراه صعباً فتجد ابن أبو حسام الغبي أجابه بسرعة لأنه قرأه)، و عندما تقرر قراءة الكتب، يقع بين يديك كتاب إما أن يجعلك تلعن سلسفيل الكتب و قارئيها و كاتبيها، أو أن تنجر مع خيال و وهم قصصها ناسياً لماذا تقرأ أصلا، و في الحالتين، الكتب المعاصرة تحتاج إلى أقرب حاوية، ثم إنها لا تعطيك فائدة تذكر، ينتهي مفعولها الوهمي بمجرد إغلاق ذاك الكتاب (خذ فلتغفري مثالاً).
و من هنا وقفة احتجاج من قارئٍ له على الكاتب حق، فأنا أدفع ثمن الكتاب من جيبي الحزين، أرجوكم اكتبوا ما عليكم أن تكتبوا، و لا تنسوا أنكم توجهون جيلاً قارئاً بما تكتبون، إن لم تحمل قصة الحب الهندي قضية، وفروا أوراقها لكتاب يستحق، و بيعوا فيها فلافل مثلاً ، نحن سنستفيد و أنتم كذلك!!
عندما يبدأ أحد يعني لك الكثير بالبعد عنك، أنت تفقد بصيرة عقلك الذي لن يَستوعب، و ينحصرَ على فكرة واحدة، " أريده أن يعود، لا تهم أسباب البعد كلها، أريد عودته و سأغفر فوراً ".
ثم تدرك بعد اعتيادك جفاءَه، أن له أسبابَه، نعم، له أسبابٌ لا تخصّك، جَعَلتكَ وحيداً رامياً ذنوب الكوكب على كاهلك، ببساطة، لأسبابٍ لا تخصّك، عندها تفكر، "هلّا قتلتُ أسبابَه لأعودَ له بعد اشتياق، ثم أقتله هو!".
سأتكلم عني أنا، فعندما رحلَت فجأة، تخبّطت غيرَ مصدّقٍ أن صفواً جَمَعَنا قد يُعكّره "بعدٌ أو جفا "!.
لكن بعد هدوء العاصفة بأحزانها و ظنونها و الشكوك، صرتُ أَوضَح، أختلقُ الأسباب،
قد تكون واعيةً أنني ذنب،
ربما وَعى" الصّح " فيها، أو وعَت فيها اختلافاتنا، و ما أكثرها!،
ربما ضغطٌ خارج جَبَرَها، أو أن الضغط فيها، ولم تسيطر عليه أيضاً،
ربما اختَصرَت الكثير بهذا البعد، فقد تكون نهايتنا فراق أيضاً.
رائع!
أنا أخلق التبريرات، أظنه جيداً لأنسى!!.
مهما اقتربنا، سيظل هذا عالقاً في نظرتي، بالرغم من الشوقِ في روحي و الفراغ الصارخ بعدَها، و حاجتي لكل ما اعتدتُه في ثنايا حواراتنا، فـَ لن أقترب، و إن اقتربَت هي، لن أقترب... على الأقل، سأحاول!!
لكن ، ربما هذا أفضل، ربما كنا منذ البداية، خطيئة!..
عُلا ❤.
أنا كائن ذاكرتي ضعيفة جدآ، اليوم، و بشكلٍ غريبٍ لا أدريه، هبَّت رياح الزمان للذاكرة، أشياء فعَلتُها، قلتُها، دَعوتُ لها، حرّضتُ عليها و لها، و عقبها الندم، ماضٍ بعيد دفَنْتُه حياً لأجده اليوم نابض في نفس المكان، لم يمت، و إن ماتت ذكراه، أو لنقل، نامت!
عادةً، نقتل الخيباتِ فينا، نلعنها فينا كلّما كَثُرت، أو نبشت ذاكرة النسيان، و لأننا سُذَّج، نقول أننا نسينا.
لم أعرف أن بيني وبين النسيان أغنية، رائحة عتيقة، أو حتى تذكار بسيط كنت قد دفنته مع الماضي في قلبي، و رميته مع المنسيّات في الصندوق، و رغم كلِّ محاولات قتله فيَّ إلا أنه لا يموت، تذكرتُ حينها عبارة كتبتها قبل سنتين، كلما راجعتها محاوِلةً تذكر المناسبة منها عجزتُ، لكنني اليوم تذكّرتٌ المناسبة، بل عِشتُها، و لو لم أكتبها في ذلك الوقت لكتبتها الآن، و الذكرى و المناسبة واحدة حين قلت :
لا يزال الماضي حياً في حاضري، و ماضي أنا لا يمضي.. لا يموت!..
أمر الكتابة ليس سهلاً كما يظن البعض، لا يقتصر على خَطِّ حروفٍ و شَكِّها لإخراج فكرة و عرضها، أقصد، طبعاً هذه وظيفة الكتابة، لكن الصعب هو توقيت شكّها، لا تنتظر من أحدهم أن يكتب لمجرد أنك طلبت، الأمر أصعب من طلبك و تنفيذه!
.
مؤخراً شعرتُ بما أسميه (بكآبة الكتابة) تصيبني هذه الحالة لسبب من اثنين، إما أنني أصبّ كآبتي في موسم حزني و شغفي لإفراغه على سطور، أو أن تصيبني تلك السطور بالكآبة فأفضل التقليل منها، و حالياً، أظن أنني أعاني من الثانية، لم أعتد عليها قبل قراءة ما كتبه تشارلز بوكوفسكي في " هل تريد أن تصبح كاتباً"، لوهلة شعرتُ بأن حروف الكاتب تشير إليّ، و تأثيره هذا بحد ذاته عقبة، فالكاتب يثبت نجاحه إذا لخص تجربة قرائه بأسلوبه هو، و هو ما تمنيه عندما كنت أكتب، و أصبحت أخشى فشلي بهذا، و الخوف من الفشل قادني لكآبة الكتابة التي تصيبني.
.
أحياناً، نتعلق بفشلنا و نتشبث بسهولة الحياة فيه، عقبات أقل، راحة أكبر، جهد أقل... و العمر الضائع أكبر مما يزيد الندم مستقبلاً، لكننا نحتاج هذا الشعور كل بين و بين، حتى نحب النجاح و نتعلق به أكثر، فكما تقول نظرية البعد، كلما ابتعدت اشتقت أكثر، و أحببت أكثر..
مرّ وقت طويل منذ آخر مرة كتبتُ فيها، لكن هذه المرة تختلف عن سابقاتها، هذه المرة لم أملك عنواناً أو موضوعاً لما سأكتب، و ربما ظهر تأثري بكلام بوكوفسكي، فأنا كتبت دون توقف، فقط، لحاجتي لكآبتي بأن أكتب.
على الهامش - لا أدري لماذا، و لا أجد لها علاقة بهذا الحديث- لكنني أشتاقك جداً...