أنا كائن ذاكرتي ضعيفة جدآ، اليوم، و بشكلٍ غريبٍ لا أدريه، هبَّت رياح الزمان للذاكرة، أشياء فعَلتُها، قلتُها، دَعوتُ لها، حرّضتُ عليها و لها، و عقبها الندم، ماضٍ بعيد دفَنْتُه حياً لأجده اليوم نابض في نفس المكان، لم يمت، و إن ماتت ذكراه، أو لنقل، نامت!
عادةً، نقتل الخيباتِ فينا، نلعنها فينا كلّما كَثُرت، أو نبشت ذاكرة النسيان، و لأننا سُذَّج، نقول أننا نسينا.
لم أعرف أن بيني وبين النسيان أغنية، رائحة عتيقة، أو حتى تذكار بسيط كنت قد دفنته مع الماضي في قلبي، و رميته مع المنسيّات في الصندوق، و رغم كلِّ محاولات قتله فيَّ إلا أنه لا يموت، تذكرتُ حينها عبارة كتبتها قبل سنتين، كلما راجعتها محاوِلةً تذكر المناسبة منها عجزتُ، لكنني اليوم تذكّرتٌ المناسبة، بل عِشتُها، و لو لم أكتبها في ذلك الوقت لكتبتها الآن، و الذكرى و المناسبة واحدة حين قلت :
لا يزال الماضي حياً في حاضري، و ماضي أنا لا يمضي.. لا يموت!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق